في 19 مارس 2019، استضاف فندق الشيراتون في الدوحة المؤتمر الخامس للتمويل الإسلامي، ليشهد على تحول جذري في عالم التمويل الإسلامي. نظمته بيت المشورة للاستشارات المالية بالتعاون مع مركز قطر للمال، وكان الحدث أكثر من مجرد مؤتمر صناعي؛ بل خطوة جريئة نحو المستقبل.
تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، اجتمع قادة، وعلماء، ومبتكرون لاستكشاف موضوع “التمويل الإسلامي والعالم الرقمي”. شهد المؤتمر إطلاق مبادرات مبتكرة، بما في ذلك البنك الإسلامي للطاقة وعملة I-DINAR الإلكترونية، وكلاهما يحمل إمكانيات لتغيير قواعد اللعبة في الصناعة.
شركاء النجاح
حظي المؤتمر بدعم الرعاة الرئيسيين، بما في ذلك بنك بروة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية كرعاة ماسيين، ومجموعة قابكو القابضة كرعاه بلاتينيين. عززت المصداقية الأكاديمية مشاركة كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر وكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة.
محاور المؤتمر الرئيسية
ركز المؤتمر على مناقشة قضايا وفرص التمويل الإسلامي في العصر الرقمي، متناولًا أربعة محاور رئيسية:
- تجارب البنوك المركزية في العالم الرقمي
- البنوك الإسلامية الرقمية: آفاق جديدة
- الاقتصاد الرقمي والتنمية المستدامة
- التحديات التي تواجه الأنظمة الإلكترونية للبنوك الإسلامية
استندت المناقشات إلى 14 ورقة بحثية قدمها علماء وخبراء في الصناعة، مسلطين الضوء على كيفية استفادة التمويل الإسلامي من التكنولوجيا الرقمية مع الحفاظ على مبادئ الشريعة.
التوصيات وخارطة الطريق للمستقبل
اختُتم المؤتمر بتوصيات هامة تشكل خارطة طريق لدمج التكنولوجيا الرقمية في التمويل الإسلامي:
- مرونة الشريعة: القوانين الإسلامية قابلة للتطبيق على التطورات الحديثة من خلال المبادئ الشرعية والقياس الفقهي.
- إطار عمل للبنوك الرقمية: على الرغم من أن البنوك الرقمية لم تُعالج بشكل مباشر في قرارات الفقه الحالية، فإن المبادئ الأساسية موجودة لدعم تطويرها.
- ابتكار تنظيمي: يتطلب النمو السريع للتكنولوجيا المالية تحديثًا مستمرًا للوائح التنظيمية، بالتعاون بين الحكومات والبنوك المركزية وهيئات الشريعة.
- تبني التقنيات الحديثة: يجب على المؤسسات المالية الإسلامية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة للابتكار والتوسع عالميًا.
- تنمية المهارات في العصر الرقمي: التعليم وتطوير المهارات أمران ضروريان لتقليل مخاطر التحول الرقمي، مثل فقدان الوظائف.
- الأمن السيبراني: حماية الأنظمة المالية الرقمية أمر أساسي، ويجب اتخاذ تدابير استباقية لضمان سلامتها.
- دعم رؤية قطر 2030: التكنولوجيا الرقمية أداة رئيسية لتحقيق الأهداف الاقتصادية لرؤية قطر الوطنية 2030.
ختام مشرف
نجاح المؤتمر الخامس للتمويل الإسلامي كان نتاج جهود تعاونية، مع تقديم الشكر العميق لدولة قطر – أميرها، وحكومتها، وشعبها – على كرم الضيافة. كما تم الإشادة بالرعاة والمنظمين على تفانيهم الذي أدى إلى تحقيق أهداف المؤتمر وتجاوز التوقعات.
تشكل التوصيات والنتائج من هذا المؤتمر مسارًا واضحًا لمستقبل التمويل الإسلامي في العصر الرقمي. ومع المضي قدمًا، سيؤدي دمج التكنولوجيا مع التمويل الإسلامي إلى فتح آفاق جديدة، مسترشدًا بمبادئ الشريعة.
والحمد لله رب العالمين.